الفُصام (انفصام الشخصية): بين الواقع والهلوسة… مرض لا يُرى لكن يُعاش
هل تعرف شخصًا يعيش بين عالمين؟ تعرف على مرض الفُصام وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه

مرات بنشوف أشخاص حوالينا بتصرفوا بطريقة غريبة، بحكوا مع نفسهم، أو بيحكوا عن أشياء ما حدا غيرهم شايفها أو سامعها. يمكن نتساءل: “هل هذا الشخص مجنون؟” أو “شو اللي بصير معه؟”. بس الحقيقة أعمق من هيك بكتير. اللي ممكن يكون عم بمر فيه هو انفصام بالشخصية، أو بما يُعرف طبيًا باسم الفُصام (Schizophrenia).
الفُصام مش “انفصام بين شخصيتين” مثل ما ناس كثير مفكرين، بل هو اضطراب نفسي خطير ومعقد، بخلي الإنسان يواجه صعوبة كبيرة في التمييز بين الواقع والخيال، بين الأصوات الحقيقية والهلوسات، وبين أفكاره وأفكار الآخرين.
هو مش مرض نادر، ومش مرض عيب، لكنّه مرض بحاجة لفهم، تعاطف، وعلاج طويل الأمد.
في هالمقال، رح نحكي عن الفُصام بتفصيل دقيق، من أسبابه، أعراضه، لأنواعه، وكيف ممكن نساعد المريض ونخفف عنه. لأنه الحقيقة، الشخص اللي بعاني من الفُصام، مش محتاج حُكم، بل محتاج دعم.
ما هو الفُصام؟
الفُصام هو اضطراب نفسي يؤثر على طريقة تفكير الشخص، شعوره، وسلوكه. المصاب فيه ممكن يعاني من:
-
هلوسات (مثل سماع أصوات مش موجودة)
-
أوهام (مثل الاعتقاد إن الناس عم يراقبوه أو يتآمروا عليه)
-
اضطراب بالتفكير والكلام
-
صعوبة في التعبير عن المشاعر
-
انسحاب اجتماعي وعزلة
والمهم نعرف إنه المريض ما بيكون واعي إنه مريض، وهذا جزء من صعوبة التعامل مع المرض.
أسباب انفصام الشخصية (ليش بصير؟)
الفُصام مش له سبب واحد، هو نتيجة تداخل مجموعة من العوامل:
1. العوامل الوراثية:
إذا كان في بالعيلة حدا مصاب بالفُصام، بتزيد احتمالية إصابة أحد الأفراد. لكن هذا مش معناه إن كل شخص عنده تاريخ عائلي رح ينصاب.
2. العوامل البيولوجية:
خلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، زي الدوبامين والسيروتونين، ممكن يكون إله دور كبير في تطور المرض.
3. العوامل النفسية والبيئية:
-
التعرض لصدمات نفسية قوية بسن مبكرة
-
ضغوطات حياتية شديدة (مثل وفاة أحد الوالدين، الفشل الكبير، أو الانعزال الاجتماعي)
-
تعاطي المخدرات وخاصة الحشيش والـ LSD والأمفيتامينات، خصوصًا بفترة المراهقة
أعراض الفُصام:
أعراض الفُصام بتنقسم إلى 3 أنواع رئيسية:
1. أعراض إيجابية (مضافة):
-
هلوسات سمعية: سماع أصوات غير موجودة
-
أوهام: مثل اعتقاد الشخص إنه مراقَب أو إن حدا بيحاول يأذيه
-
تفكير مشوش: الكلام ما بيكون مترابط، صعب نفهمه
2. أعراض سلبية (نقص):
-
نقص في التعبير عن المشاعر
-
فقدان الحافز أو الرغبة في العمل أو الدراسة
-
العزلة والانسحاب من المجتمع
3. أعراض معرفية:
-
ضعف التركيز
-
صعوبة في اتخاذ قرارات
-
ضعف الذاكرة قصيرة المدى
أنواع الفُصام:
في أكثر من نوع، وهاي بعض الأنواع المعروفة:
-
البارانويدي (Paranoid): المريض بيكون عنده أوهام بالاضطهاد، بيشعر إنه مراقَب أو في مؤامرة عليه.
-
الهيبيفريني (Disorganized): كلام غير منطقي وتصرفات غريبة.
-
الكاتاتوني (Catatonic): بيوصل لحالة من الجمود أو الحركات الغريبة والمتكررة.
-
الغير مميز (Undifferentiated): لما تكون الأعراض مختلطة من أكثر من نوع.
كيف يتم التشخيص؟
التشخيص ما بيكون من أول زيارة. عادة الطبيب النفسي بيسأل عن:
-
التاريخ العائلي
-
مدة الأعراض (لازم تكون مستمرة لأكتر من 6 أشهر)
-
كيف بتأثر حياة الشخص اليومية
وبستخدم أحيانًا اختبارات نفسية أو فحوصات دماغية لاستبعاد أسباب تانية.
هل في علاج للفُصام؟
نعم، في علاج، بس مش شفاء نهائي. الفُصام من الأمراض المزمنة، لكن ممكن نسيطر عليه بالعلاج المستمر:
1. العلاج الدوائي:
أدوية مضادة للذهان بتساعد على تقليل الهلوسات والأوهام. أهم شي الالتزام فيهم، حتى لو المريض حس إنه “تحسّن”.
2. العلاج النفسي والسلوكي:
-
جلسات علاج معرفي سلوكي (CBT)
-
دعم اجتماعي وتأهيلي للمريض
-
تدريب على المهارات الاجتماعية والتواصل
3. الدعم العائلي والمجتمعي:
العيلة إلها دور كبير في تعافي المريض، لازم يفهموا حالته ويتعاملوا معها بدون ضغط أو استهزاء.
هل مريض الفُصام خطر؟
غالبًا لا. معظم المرضى ما بيشكلوا خطر على الآخرين، بس ممكن يؤذوا نفسهم إذا اشتدت الأعراض. الدعم والرعاية بقللوا جدًا من أي سلوك مؤذي.
نصائح للتعامل مع مريض الفُصام:
-
استمع له بدون تهكم أو إنكار لمشاعره
-
لا تجادله بأوهامه، لكن ساعده يلاحظ الواقع
-
شجعه على العلاج والمتابعة
-
كُن صبور، لأن العلاج ممكن ياخذ وقت
الفُصام مش حكم بالإعدام على حياة الإنسان. هو تحدي صعب، لكنه قابل للتعامل معه. مريض الفُصام ممكن يعيش حياة منتجة وسعيدة إذا حصل على الدعم المناسب.
والمجتمع لازم يغير نظرته ويكسر وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية، لأن كل واحد فينا معرض يمر بظروف توصلنا لنقطة الانهيار.
فلنتعامل مع المريض كإنسان أولاً… مش كتشخيص.