معلومات عامة

“الطفل مش صفحة فاضية… هو إسفنجة بتمتص كل شي من حولها”

من أول حضن... تبدأ الحكاية: كيف نصنع إنسانًا سويًا من لحظاته الأولى؟

كتير ناس بيعتقدوا إنو التربية بتبدأ لما الطفل يصير يحكي، أو يمشي، أو يدخل المدرسة.
بس الحقيقة؟ التربية بتبدأ من أول نفس بيأخده الرضيع… يمكن حتى من وقت الحمل.

الطفل وهو لسه صغير، بيراقب بعينه، بيحس بصوتك، بنغمة صوتك، بحضنك، حتى بطريقة نظراتك.
بيتعلم الثقة، الأمان، والحب… قبل ما يتعلم الحروف والأرقام.

ومع كل ضغطة شاشة، وكل قطعة شوكولا، وكل مرة بنتجاهل فيها بكاءه… إحنا بنرسم في عقله صورة عن الحياة، عن نفسه، وعن الناس.

فالمسؤولية كبيرة… بس مش مستحيلة.

في هذا المقال رح نحكي سوا بأسلوب بسيط وواقعي عن:

  • كيف نربّي من أول سنة.

  • كيف نخفف من مخاطر التوحد.

  • كيف نتواصل مع طفل لسه ما بيحكي.

  • كيف نحميه من الشاشات خاصة وقت الأكل.

  • وكيف نعوده على الأكل الصحي من أول لقمة.

أول خطوة: افهم إنو الطفل “بيشوفك” قبل ما يسمعك

من أول لحظة، الطفل بيراقبك، بيحس فيك، بيترجم كل نظرة، حضن، صوت عالي، أو كلمة حنونة.

بالتالي:

  • لو كنت قلقان… هو بيحس.

  • لو كنت فرحان… بينعكس عليه.

  • لو كنت دايمًا تصرخ… بيخاف وبيتوتر.

  • لو كنت تحضنه… بيشعر بالأمان.

يعني؟
كل يوم في عمر الرضاعة هو “بذرة” لشخصيته المستقبلية.

كيف نقلل من مخاطر التوحد من البداية؟

أول إشي لازم نعرفه: التوحد مش نتيجة التربية، لكن البيئة بتلعب دور مهم في تطوره أو تخفيف أعراضه، خصوصًا عند الأطفال الحساسين وراثيًا.

إليك خطوات بسيطة لكنها مؤثرة:

✔ 1. تواصل بصري يومي

انزلي لمستوى عينه واحكي معه… حتى لو كان عمره شهور. خليه يحس إنك موجود وعم تتفاعل معه. التواصل البصري مهم جدًا لتحفيز دماغه على الاستجابة.

✔ 2. احكي معه دايمًا

حتى لو ما بيجاوبك. قولي له شو بتعملي، غني له، احكي له عن يومك… الصوت البشري أفضل من أي لعبة ناطقة أو فيديو.

✔ 3. قللي من الضوضاء والشاشات

الطفل لازم يسمع صوت الناس، مش صوت التلفزيون. الضجة المفرطة والشاشات بتمنع دماغه من التركيز على الأصوات الطبيعية اللي بتطوّر اللغة والتفاعل الاجتماعي.

✔ 4. راقبي المؤشرات من بدري

لو الطفل ما بيتواصل بصريًا، أو ما بيحاول يقلد الأصوات، أو ما بيضحك عمر 6 شهور، راجعي طبيب. الاكتشاف المبكر بيفرق كتير.

كيف نتواصل مع الرضيع ونفهمه؟

ممكن تقول: “طيب هو ما بيحكي، كيف أفهمه؟”
أجاوبك: الطفل الرضيع عنده لغة، بس مش بالكلام… بل بالجسم، النظرات، البكاء، والحركات.

أهم طرق التواصل:

  • لغة العيون: خليه يشوف وجهك، يلمح ملامحك، يحس بتعابيرك.

  • الإيماءات: لما تقولي “بابا”، أشيري عليه. “مي” أشيري للمي. هيك بيربط الكلمة بالحركة.

  • التكرار: كرري الكلمات بهدوء وحب. الطفل بيخزنها بالعقل.

  • اللمس والحضن: طريقة فعالة لتهدئته وبناء الأمان النفسي عنده.

خطر الشاشات على الرضيع… خاصة وقت الأكل

كتير أمهات بيشغّلوا كرتون عشان يطعموا الطفل.
لكن الحقيقة؟ هاي العادة من أخطر العادات التربوية.

ليه الشاشات وقت الأكل خطر؟

  • الطفل ما بيتعلّم يمضغ ويتذوّق.

  • بيخزن في دماغه إنو “الأكل مرتبط بالشاشة”.

  • بيفقد التواصل مع الأم، ومع نفسه.

  • بيسبب مشاكل نطق، تأخّر بالكلام، وأحيانًا اضطرابات أكل لاحقًا.

شو الحل؟

  • خليه ياكل ع الطاولة، حتى لو فوضوي.

  • حكي معه وهو بياكل.

  • غني له، اعملي أصوات، خليه يستمتع بوجودك مش بالشاشة.

كيف نبعد الطفل عن الحلويات؟ من أول سنة

مش لازم نوصل الطفل لحب السكر… ثم نحاربه!
خلينا نأسّس من البداية على حب الأطعمة الطبيعية.

خطوات واقعية:

  1. ما تعوّديه من الأساس
    أول سنة الطفل مش بحاجة سكر نهائيًا. ما تعوّديه على البسكوت، العصير، أو حتى اللبن المحلّى.

  2. قدّمي الفواكه كبديل دائم
    الموز، التفاح، التمر… كلها حلوة بشكل طبيعي.

  3. ابعدي الحلو عن البيت قدر الإمكان
    لما يكون الحلويات مش متوفرة، الطفل ما بيتعلّق فيها.

  4. كوني قدوته
    لو إنتِ دايمًا معك شوكولاتة، طبيعي يطلبها. خففي قدامه، وورجيه إنك بتاكلي صحي.

خلاصة الكلام: التربية الصالحة ما بتبدأ لما يكبر الطفل… بتبدأ وإنتي بتحضنيه وهو رضيع

الطفل الرضيع بيتأثّر بكل شي حواليه. هو مش صغير على الفهم، هو صغير على الإهمال.
كل حضن، كل كلمة، كل تواصل بصري، كل وجبة بدون شاشة، وكل أكلة صحية… هي حجر أساس لمستقبله.

ما بدنا نكون مثاليين، بس بدنا نكون حقيقيين…
نحب أطفالنا، ننتبه لتصرفاتنا، ونكون قدوة إلهم من البداية.

لأنو الطفل ما بيتربّى بكلماتنا…
بيتربّى بتصرفاتنا، وبالجو اللي بنخلقه حوليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى